بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَمين، والصَّلاةُ والسَّلامُ على أَشْرفِ الأنبياءِ والمُرسلين، نبِّينا مُحَمَّدٍ وعلى آله وصَحْبِهِ أَجْمَعِيْن.
أَمَّا بعدُ؛ فيُسْعِدُني أنْ أتقدَّمَ أَصَالةً عَنْ نفسي، ونيابةً عن زُملائي أَعضاءِ هيئةِ التَّدريس في الكلِّيةِ بالتَّرحيبِ بِزُوَّار الموقع الإلكترونيِّ، ويسرُّنا إطلاعُكم على ما يُقدِّمُهُ الموقعُ من تعريفٍ بالكلِّيَّة، وأقسامِها، وَرُؤيتها، وأَهدافِها، وخطَّتِها الدِّراسيَّة، ومُقَرَّراتها، وَتَقاريرِها، وأَخبارِها، وأبرزِ مُنجزاتها، وما تقدِّمُهُ من أنشطةٍ علميَّةٍ ومُجتمعيَّة، وليكونَ هذا الموقعُ دليلاً إرشاديًّا للطَّالبِ والمجتمع المحلِّيِّ والدّوليِّ بما يحتويهِ من معلوماتٍ .
لقدْ أُسِّسَتْ هذه الكلِّيَّةُ عام 1481هـ – 1997م؛ لتكونَ رافدًا من روافدِ العِلْمِ والمَعْرفة، وَمَعِيْنًا ثَرًّا يُحَفِّزُ على الإبداعِ والابتكارِ في التَّعليم والبحثِ العلميِّ، وَتُقدِّمَ مُخرَجاتٍ متميِّزةً في المجالاتِ الشَّرعيَّةِ والإنسانيَّةِ وعلوم الحاسباتِ، وتُساهمُ في إعدادِ مِلاكاتٍ وطنيَّةٍ مؤهَّلَةٍ من النَّاحيتَين العلميَّةِ والعمليَّة، تَجمعُ بين الهمَّةِ والعَطاء، والصِّدقِ والوَلاء، والإخلاصِ والانتماء، وتؤدِّي دورَها المَنوط بها.
ومنذُ تأسيسِ هذهِ الكُلِّيَّةِ عام 1997م عَمِلتْ -بكلِّ فَخْرٍ- واحدةً من المؤسَّساتِ الأكاديميَّةِ الرَّصينةِ في العراق، حيث تمتازُ بمكانةٍ مرموقةٍ ثابتةٍ راسخةٍ، وتاريخٍ حَافلٍ بتخريج أجيالٍ من العُلماءِ والمُفكِّرين، معَ التفوُّقِ الأكاديميِّ الذي يتَّسِمُ بالتَّنوّعِ الفكريِّ والحِرْصِ على الابتكارِ والمشاركة المُجتمعيَّة.
إنَّ الكليةَ لَتُكرِّسُ جُهودَها للامتيازِ في التَّدريس والتَّعليم والبحثِ وتطوير القادة، عبر التخصُّصاتِ الشَّرعيَّةِ والإنسانيَّةِ وعلوم الحاسبات، من الذين يُحْدِثون فرقًا إيجابيًّا في بلدهم، فانطِلاقًا إلى العالَمِ، والأمثلةُ على ذلك كثيرةٌ ومتنوِّعة.
إنَّنا نؤمنُ أنَّ أعظمَ قوَّةٍ لدى أيِّ مؤسَّسةٍ هي أفرادُها وخبراتُهم؛ ولذلكَ فقد وضعْنا خطَّةً للنُّهوضِ بالواقعِ العلميِّ والإداريِّ، معَ سَعْيٍ دَؤوبٍ لمُحاربة الفسادِ الإداريِّ والماليِّ؛ لتَصُبَّ نتائجُ الخطَّةِ وثمراتُها في تكريسِ وتعزيز بيئة التعلُّم والتقدُّم، وَدَفعِ عجلةِ تطوِّرها إلى الأَمام، وخدمةِ طَلَبةِ العلمِ وأعضاء هيئة التَّدريس والموظَّفين والمجتمعَ العراقيِّ على حدٍّ سواء؛ لذلك نعمل معًا يدًا بيدٍ على الدَّوامِ لتبادل المعرفةِ، والبحث عن الموارد العذبةِ النَّافعةِ لتعزيز البناء على أساسٍ قويٍّ، ولتوفيرِ كلِّ المستلزماتِ الضَّروريَّةِ لإنجاح العمليَّةِ التَّعليميَّةِ وخِدمةِ المجتمعِ.
وتحقيقًا لرؤيةِ الكلِّيِّة المذكورة فإنَّها تَسْعى جَاهِدةً إلى العملِ على تطويرِ خطَطِها، والارتقاءِ بمناهجها، والنُّهوضِ بالبحثِ العلميِّ الرَّصينِ فيها، وتَحْسينِ مُخرجاتِها، وَفقًا لاحتياجِ سُوق العمل، واستجابةً لمُتطلباتِ رؤيةِ الكُلِّيَّة، وتحقيقًا لإستراتيجية الكلِّيَّةِ وخطَطِها، عن طريقِ الحرصِ على تطبيقِ برامجِ الجَودةِ الشَّاملة، وتطبيقِ معاييرِ الاعتمادِ المؤسَّسي والبرامجيِّ.
وفي الختامِ أَسْأَلُ اللهَ -عَزَّ وَجَلَّ- أنْ يحفظَ قادتَنا، ويُديمَ على بلادِنا الأمنَ والأمان، والسَّلامةَ والإسلام، كما أسألُهُ-عَزَّ وَجَلَّ- أنْ يوفِّقني والعاملينَ في هذه الكُلِّيَّةِ لتقديمِ كلِّ ما مِنْ شأنه النُّهوضُ بالكلِّيَّةِ والارتقاءِ بها، وأنْ يُوفِّقَ طُلَّابَها في دراستهم وحَيَاتِهم العِلْميَّة والعَمَليَّةِ، إنَّهُ وَلِيُّ ذلكَ والقادرُ عليهِ، وصلَّى اللهُ وسلَّمَ على رسولِهِ مُحمَّدٍ، وآله وصَحْبِهِ أَجْمعين.