بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم
يسعدني – من هذا المنبر العريق-منبر مركز التعليم المستمر، ذلك الصرح العلميّ المُشرق، المنارة المعرفيّة التي تُضيء دروبَ التعلّم والرّقيّ والتطوّر، ان أقدم نبذة مختصرة عن مركز التعليم المستمر في كلية الامام الأعظم. إنّ مركزَنا هذا، يُمثّلُ رحلةً مُستمرّةً في رحابِ العلم والمعرفة، رحلةٌ لا تنقطعُ خيوطُها، ولا تتوقفُ عجلتُها عن الدّوران، رحلةٌ تُجسّدُ شغفَنا بالإبداعِ والابتكار، وتُرسّخُ إيمانَنا بأهميّةِ التعلّم مدى الحياة. فمنذُ تأسيسِهِ، حرصَ مركزُنا على أن يكونَ حاضنةً دافئةً لِمُختلفِ شرائحِ المجتمع، من مُتعلّمِينَ ودارسينَ وباحثينَ، وخبراءَ ومُختصّينَ، ممّنْ يرنو إلى توسيعِ آفاقِهِ المعرفيّة، وصقلِ مهاراتِهِ، وتطويرِ قدراتِهِ، مُواكبةً لِمُتطلّباتِ العصرِ الحديثِ، وتغيّراتهِ المُتلاحقة. وإيماناً منّا بأهميّةِ التعلّم المُستمرّ، سعى مركزُنا إلى تنويعِ برامجِهِ وفعالياتِهِ، لتشملَ مُختلفَ المجالاتِ والتّخصصاتِ، مُتّخذينَ منْ أحدثِ المناهجِ التربويّةِ، وأفضلِ الأساليبِ التعليميّةِ، منهجاً لِعملِنا، ومُراعينَ احتياجاتِ مُتعلّمينا، وتطلّعاتِهم، وأهدافَهم. ولم يقتصرْ دورُ مركزِنا على التّعليمِ فقط، بلْ تعدّى ذلك لِيكونَ مركزاً لِلتّبادلِ المعرفيّ، والثّقافيّ، والإبداعيّ، من خلالِ عقدهِ للندواتِ والمُؤتمراتِ والورشِ العملِ، التي تُشاركُ فيها نخبةٌ منْ الخبراءِ والمُختصّينَ منْ أنحاءِ مختلفة مكانية كانت او ثقافية. وإدراكاً منّا لأهميّةِ التّكنولوجياِ في العصرِ الرّقميّ، فقد حرصَ مركزُنا على مواكبةِ التطوّراتِ التّكنولوجيّةِ الحديثةِ، وتوظيفِها في عمليّةِ التّعليمِ والتّعلّمِ، ممّا ساهمَ في تحسينِ جودةِ الخدماتِ المُقدّمةِ، وتسهيلِ عمليّةِ التّواصلِ مع مُتعلّمينا.
إنّ ما حقّقهُ مركزُنا منْ إنجازاتٍ على مدارِ مسيرتِهِ المُباركةِ، لمْ يكنْ ليُحقّقَ لولا جهودُ طاقمِهِ المُخلصِ، منْ مُعلّمينَ وإداريّينَ ومُوظّفينَ، الذينْ بذلوا وما زالوا يبذلونَ قصارى جهدِهم لِخدمةِ مُتعلّمينا، وتوفيرِ البيئةِ المُلائمةِ لِتعلّمِهم وتقدّمِهم. ويتقدم ذلك دعم ورعاية إدارة الكلية التي لم توفر جهدا ولا وسيلة لتحقيق أهداف هذا المركز وعلى النحو الذي يجعله منطلقاً مميزاً للمعرفة والعلوم على اختلاف أنواعها وفروعها. وبذلك يعتبر هذا المركز ركيزة أساسية في بناء وتعزيز المعرفة والمهارات لدى الطلبة والتدريسيين في الكلية على وجه أخص، والمجتمع على وجه أعم. كما يُعَدّ هذا المركز محطة تعليمية دائمة تهدف إلى توفير فرص التعلم المستمر وتطوير المهارات على مدار الحياة لجميع فئات المجتمع الأكاديمية، وذلك عبر أنشطة ومبادرات التعاون التي تتصف بحيوتها واستمرار نشاطها على مدار العام الأكاديمي. ومن الأهمية بمكان التذكير بأن أهمية مركز التعليم المستمر تتمثل في قدرته على تقديم برامج تعليمية متنوعة ومحدثة تلبي احتياجات الطلبة والمعلمين في مختلف التخصصات والمجالات. ويشمل ذلك تقديم دورات تدريبية متخصصة، وندوات، وورش عمل، وبرامج تعليمية عبر الإنترنت، وغيرها من الفعاليات التعليمية التي تساهم في تحسين مستوى التعليم والتعلم. وهو ما يتبانه مركزنا بشكل مركز وفاعل.
بالإضافة إلى ذلك، يعتبر مركز التعليم المستمر واجهة تواصل حية بين الجامعة والمجتمع المحلي، حيث يسعى إلى توفير الخدمات التعليمية للمهنيين في الميدانات المختلفة، وذلك من خلال تقديم برامج تعليمية متقدمة ومخصصة تلبي احتياجات سوق العمل المتغيرة. فيما تعتبر المساهمات التي يقدمها المركز ذات أهمية بالغة في تعزيز التعليم والتدريب وتطوير المهارات لدى الأفراد في مختلف المجالات. فهو يقدم برامج تعليمية متنوعة من الفعاليات التعليمية التي تعمل على تحسين قدرات الأفراد وزيادة معرفتهم. بالإضافة إلى ذلك، يلعب المركز دوراً فعّالاً في تعزيز الابتكار والبحث العلمي من خلال توفير بيئة تعليمية تشجع على التفكير الإبداعي وتبادل المعرفة. ومن خلال توفير منصة للتواصل بين الباحثين والمتخصصين والمهتمين بمجالات مختلفة، يسهم المركز في توليد الأفكار الجديدة وتطوير الحلول الابتكارية للتحديات التي تواجه المجتمع. ولا يقتصر دور مركز التعليم المستمر على تقديم البرامج التعليمية فحسب، بل يتعداها إلى التفاعل المجتمعي والشراكة مع القطاعات الحكومية والخاصة والمجتمع المدني، بهدف تحقيق التنمية المستدامة وخدمة مصلحة المجتمع بشكل شامل. وبهذه الطريقة، يظهر مركز التعليم المستمر كشريك استراتيجي حيوي في بناء مجتمعات أكثر تطوراً وازدهاراً، من خلال تقديم مساهمات تعليمية وثقافية واجتماعية تلبي احتياجات الفرد وتساهم في بناء مستقبل واعد.