الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد..
إن من أهم مقومات الأمم اللاحقة أن تعرف ما كان عليه أسلافها من السابقة، ولا قيام لمجد جديد ما لم يتوج بمجد تليد، لذا.. كانت دراسة التاريخ هي البضاعة الرائجة لدى الشعوب المتحضرة، ومن المعلوم لدى القاصي والداني أن التاريخ يجلب الحضارة للشعوب والأمم؛ فحيث لا تاريخ فلا حضارة ولا قيم.
وبما أننا في أمة الإسلام -وهي صاحبة أعظم تاريخ عرفته البشرية وفي بلد عظيم وعريق اسمه العراق- ارتأت كلية الإمام الأعظم ورئاسة ديوان الوقف السني أن تضيف إلى قلادتها عينًا جديدة، وبعد استحصال الموافقات من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مشكورة المساعي.. افتتح قسم (التاريخ والحضارة الإسلامية)، وهذا القسم يتضمن دراسة الحقب التاريخية جمعاء، وحضارات الدول، وأسباب النجاح ومعوقات الارتقاء، ومعالجة المشكلات المجتمعية لكونه يعنى أيضًا بدراسة علم الفلسفة والاجتماع، كما أنه يعطي أولوية لدراسة التاريخ الإسلامي وتخليصه من الزيف الذي ألحق في بعض مواده لإعطاء صورة مشرقة عن الماضي ينعكس ظلها على التعايش السلمي والوئام في الحاضر، كما لا يفوتني أن أنبه إلى أن القسم قد استقطب أبرع الأساتذة والمؤرخين في بلدنا الحبيب، وتواصل مع روابط ونقابات ومؤرخين عرب، وأعطى فرصة قبول كبيرة لكثير من أبنائنا خريجي المرحلة الإعدادية بفروعها -الإسلامي الأدبي والعلمي والمهني- وقد انتسب إلى هذا القسم مئات الطلاب والطالبات ممن حازوا شهادة البكالوريوس في الدراسات الصباحية والمسائية، وتعينوا في وزارات الدولة العراقية، ومنهم من واصلوا الدراسات العليا في الماجستير.
وما زالت رئاسة القسم والهيئة التدريسية بالتعاون مع عمادة الكلية تسعى لإعطاء قسم التاريخ والحضارة الاسلامية الأهمية التي يستحقها بين الأقسام والتخصصات؛ وقد قيل سابقًا: (التاريخ عقل الدهر).
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أ.م. د. صهيب ضياء الدين عبدالله
رئيس قسم التاريخ والحضارة الإسلامية